رياضة

“أعيدوه إلى إفريقيا”… لاعبو فرنسا في مرمى العنصرية

لم تمر خسارة المونديال بردًا وسلامًا على بعض لاعبي المنتخب الفرنسي، عكس زملائهم، إذ لم تنتظر بعض الجماهير منتخبها كثيرا، لتكشف عن وجهها العنصري تجاه لاعبين سود يمثلون فرنسا ويحملون ألوان رايتها.
فبمجرّد نهاية المونديال انهال البعض نقدا لاذعا على لاعبين أضاعوا ركلات الجزاء، وآخر أهدر فرصة في نهاية المباراة.


المهاجم كولو مواني ومتوسّط الميدان أورليان تشاوميني وكومان، تلقّوا رسائل شتم عنصرية من جماهير المنتخب الفرنسي، حيث حمّلتهم مسؤولية خسارة اللقب.
ولإيقاف نزيف الشتائم، قاموا بغلق إمكانية التعليق على منشوراتهم على انستغرام.
في الأثناء، تعهّدت الجامعة الفرنسية لكرة القدم بتتبّع العنصريين جزائيا، عبر رصد التعاليق والتغريدات والرسائل الإلكترونية التي تتضمّن شتائم عنصرية.


من جانبه، ساند فريق بايرن ميونيخ الألماني لاعبه الفرنسي كينغسلاي كومان ضد الهجمات العنصرية، التي طالته بعد إضاعته ركلة جزاء في النهائي. وقال الفريق الألماني على تويتر: “ندين بشدة التعليقات العنصرية التي صدرت ضد كينغسلاي كومان… عائلة بايرن وراءك يا كينغ. لا مكان للعنصرية في الرياضة أو في مجتمعنا”. 
بدورها، دخلت شركة “ميتا” مالكة موقع فيسبوك وحظرت الحسابات التي صدرت عنها الرسائل والتعليقات العنصرية. كما اتّصلت بفرق اللاعبين المعنيين وقدّمت إليهم الدعم.
وتتمثّل الشتائم العنصرية، في وصفهم بالقردة والمطالبة برحيلهم عن فرنسا وعودتهم إلى بلدانهم في إفريقيا جنوب الصحراء وغيرها.


وليست المرّة الأولى التي يذهب فيها لاعبو فرنسا، ذوو الأصول الإفريقية، ضحية الهجمات العنصرية، حيث سبق أن عانى كيليان مبابي من الأمر ذاته في بطولة اليورو عام 2021 بعد إهداره ركلة جزاء.
كما تسبّبت هزيمة إنجلترا في نهائي اليورو أمام إيطاليا، في حملة عنصرية شرسة راح ضحيتها كل من باكايو ساكا وماركوس راشفورد وجادون سانشو، ذوي البشرة السوداء.
ويمثّل منتخب فرنسا 90% من اللاعبين ذوي أصول إفريقية مزدوجي الجنسية، ولدوا في فرنسا أو هاجروا إليها صغارًا. وتعدّ مساهمة الفرنسيين من أصول إفريقية في صنع مجد الكرة الفرنسية، كبيرة جدا، بداية من الشهير الأسمر “تيغانا” في الثمانينات مرورا بالجزائري الأصل زيدان، وصولا إلى الغيني بوغبا والكاميروني الجزائري كيليان مبابي وغيرهم.