شهد المغرب خلال العقود الماضية سلسلة من الزلازل المُتفاوتة في قوّتها.
وتسبّب بعضها في دمار هائل وخسائر بشريّة كبيرة بلغت آلاف القتلى.
وتتوزّع أهمّ هذه الهزّات بين شمال المغرب في منطقة الحسيمة الجبلية المطلة على البحر المتوسط، ووسط البلاد فوق جبال الأطلس المتوسط بمدن أزيلال وبني ملال وخنيفرة، ثمّ الجنوب في منطقة أغادير الشاطئية المطلّة على المحيط الأطلسي.
ويقع المغرب في منطقة عدم استقرار زلزاليا، لانتمائه إلى حوض البحر المتوسّط الذي عرف زلازل قويّة عبر التاريخ.
وفي ما يلي أشهر الزلازل التي ضربت البلاد:
شهد 11 ماي من عام 1624، وقوع زلزال مدمّر أتى على أجزاء واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس (شمال).
وفي الخامس من أوت 1660، كانت مليلية على موعد جديد مع زلزال عنيف، خلّف ضحايا وخسائر مادية كبيرة.
أمّا الزّلزال الّذي ضرب سواحل المغرب عام 1719، فقد دمّر أيضا أجزاء واسعة من مراكش، وتبعه في 27 ديسمبر 1722، زلزال عنيف تسبّب في خسائر جسيمة ببعض المدن الساحلية.
وفي 1731، شهدت أكادير هزّات أرضية عنيفة، أدت إلى تدمير أحياء عديدة فيها.
وفي الأول والثامن عشر من نوفمبر 1731، دمّر الزلزالان اللّذان ضربا مدينة لشبونة بالبرتغال معظم المدن الساحلية المغربية.
وشهد أوت 1792، زلزالا عنيفا ضرب مليلية، ودمّر عددا من أحيائها.
وعانت المدينة نفسها هزات أرضية قوية في 11 فيفري 1848، ممّا أدّى إلى وقوع خسائر فادحة في العمران وسقوط ضحايا.
وفي جانفي 1909، دمّرت هزّات أرضيّة أحياء عديدة في إحدى ضواحي تطوان، إضافة إلى سقوط 100 ضحيّة بين قتيل وجريح.
ودمّر زلزال بقوّة 5.7 درجات على مقياس ريختر، مدينة أغادير عام 1960، مخلّفا 15 ألف قتيل (أكثر من ثلث السكان في ذلك الوقت)، وتشريد 35 ألف نسمة، إضافة إلى خسائر ماديّة قدرت آنذاك بـ290 مليون دولار.
وفي 28 فيفري 1969، تأثّر المغرب بوقوع زلزال قوي كان مركزه مدينة لشبونة البرتغالية، ممّا أدّى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 200 آخرين.
وفي 24 فيفري من 2004، ضرب زلزال عنيف إقليم الحسيمة.
ووصلت درجة قوّة الزلزال إلى 6.3 درجات على مقياس ريختر، واستمرّ مدّة 22 ثانية، وكان مركزه دوار “إمرابطن”.
وخلّف 628 قتيلا و926 جريحا، ناهيك عن تشريد أكثر من 51 ألف شخص، وانهيار نحو 9352 مبنى، يقع معظمها بمناطق قرويّة.
واهتزّت الحسيمة عدّة مرّات بزلازل، كان أبرزها عامي 1910 و1927.
وفي 1994 شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوّته 5.4 درجات، نجم عنه انهيار الآلاف من المنازل، خصوصا في القرى والمناطق النائية.
وقد وقع زلزال في وقت متأخّر، أمس الجمعة، وأدّى إلى مقتل نحو ألف شخص وجرحهم وفق حصيلة أوليّة.
وقالت الداخلية المغربية، في بيان، إن الضحايا سقطوا في أقاليم وعمالات (مناطق) الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.
وحسب الخبراء، فإنّ وجود المغرب في بؤرة جيولوجية مفصليّة لصفيحتين هما الإفريقية والأوروآسيوية يجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح المتحركة.
وتحدث الزلازل غالبا عند أطراف القارات والتقائها ببعض المسطحات المائية، مثلا التقاء المحيط الهادي شرق آسيا أو غرب الأمريكتين، وكذلك كلما دخلنا إلى وسط اليابسة في القارات قلّت احتمالية الزلازل كما نلاحظ هنا في أوراسيا وإفريقيا وفي الأمريكتين.
ويُشار إلى أنّ أكبر الزلازل الّتي وقعت خلال القرن الماضي هو زلزال تشيلي عام 1960، الّذي وصل تقريبا إلى 9.5 درجات على مقياس ريختر، ثمّ زلزال ألاسكا عام 1964.
وبلغت شدّته 9.2 درجات، وزلزال سومطرة في إندونيسيا عام 2004، وتوهوكو في اليابان عام 2011 وتجاوزت قوّتهما 9 درجات أيضا.