أكّدت كلير سان فيليبو، منسقة منظمة أطباء بلا حدود في نيروبي، والعائدة من مخيمات اللاجئين في شرق تشاد أنّ “معدلات سوء التغذية مرعبة” في السودان “التي تواجه واحدة من أكثر الأزمات المدمّرة التي شهدها العالم منذ عقود“، وفق تصريحها لوكالة فرانس برس.
وحذّرت المنسقة الأممية من انعدام الأمن الغذائي في البلد الذي مزقته الحرب، ودعت الأطراف المتحاربة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية، واصفة الوضع بأنه “كابوس”.
وحسب المنظمة فإنّ نحو 26 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، أو “ما يقرب من نصف السكان”.
وبسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، حيث أُعلنت المجاعة، اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى اتخاذ قرار “مفجع” بوقف أنشطتها هناك.
وأوضحت المنظمة “هذا يعني أننا نترك 5 آلاف طفل، من بينهم ألفان و900 طفل يعانون سوء التغذية الخطير، دون مساعدة في المخيم بالقرب من الفاشر بإقليم دارفور”.
ودعت سان فيليبو الأطراف المتحاربة إلى “وضع حد لهذه العوائق والسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
فيما قالت ليزا سيرل، وهي طبيبة عائدة من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، إنّ “أزمة الغذاء وصلت إلى أبعاد أسطورية، والاستجابة التي نشهدها ليست كافية”.
وأضافت “في الكثير من الحالات، لا تملك هذه العائلات المال لدفع تكاليف النقل للوصول إلى المستشفيات.. وعليها عبور الخطوط الأمامية للوصول إلى المستشفى، وفي الكثير من الحالات، تصل بعد فوات الأوان”، وفق ما نقلته عنها الوكالة الفرنسية.
وقتل عشرات الآلاف ونزح الملايين من السودانيين منذ اندلاع الحرب في منتصف أفريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.