تابع جمهور النسخة الثامنة من أيام قرطاج الموسيقية، بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، مساء أمس السبت 28 جانفي/كانون الثاني، فعاليات حفل الاختتام الذي أمنّه الفنان الأمريكي ذو الجذور التونسية ياسين بولعراس، عبر عرضه الموسيقي “أصول”.

عرض ارتحل به بولعراس ومن خلاله الحضور في سفر موسيقي من ضفاف قرطاج نحو ميناء “نيو أورلينز” الأمريكي، وصولا إلى غرب إفريقيا، حيث نشأت إيقاعات الجاز الأفرو أمريكية.

ضمّ بولعراس إلى عرضه مجموعة من الفنانين لاكتشاف همزة الوصل بين الموسيقى التونسية والأفرو أمريكية، في محاولة لإعادة تصوّر مدوّنة الجاز مان الأمريكي ديزي غيليبسي المختصّ في عزف البوق.

في “أصول” دعا بولعراس جمهوره إلى عبور الجانب الآخر للمرآة نحو سردية موسيقية متخيلة، حيث يجد فيها لغته وإيقاعاته الأصيلة مع تناغم وألحان موسيقى الجاز وروح الفانك التي تتلاقى مع إيقاعات المزود والفزاني والسطمبالي.

وصاحبت الموسيقي التونسي في عرضه مجموعة موسيقية متألّفة من عازف البيانو عمر الواعر، هادي فاهم على القيثارة، يوسف سلطانة على الباتري، نصرالدين شبلي على الإيقاع، مع مرافقة غنائية لنسرين جابر ومغني الراب مهدي “دابليو أم دي”.

والفنان ياسين بولعراس، هو عازف ساكسفون وملحن تلقى تكوينه في نيويورك. وقاده شغفه بالجاز إلى باريس ثم إلى بروكلين، حيث استقر فيها منذ 2009.

قاده اهتمامه بالجذور والإيقاعات الإفريقية إلى تأسيس مجموعة “أيوبو” وإصدار ألبوم يحمل الاسم ذاته، وفي 2020 أصدرت المجموعة ألبومها الثاني “ترانيم الحرب” الذي توّج في السنة نفسها بجائزة موسيقى العالم في حفل توزيع جوائز معهد العالم العربي.

وفي 2019 التحق بالأسطورة جوي بوب واركينغ في إقامة فنية أنتجت “إفريقية”، ليؤسّس في العام الموالي شركة الإنتاج الخاصة به “شمس”، وكذلك مهرجان “حبيبي نيويورك” الذي يسلّط الضوء على المشهد الموسيقي في العالم العربي.

وقبل عرض “أصول” أكّدت المديرة الفنية للدورة الفنانة التونسية درصاف الحمداني أنّ دورة هذا العام قدحت نورا بروح الموسيقيين والمهنيين في مختلف فعالياتها، منها الورشات التكوينية والمعارض والندوات.

وأفاد مدير إنتاج الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية منذر فلاح أنّ هذه الدورة سجّلت حضور ما يناهز 16 ألف شخص تابعوا 40 عرضا من 18 بلدا، مبرزا أن التظاهرة حازت اهتمام جمهور عريض بفضل ما تقدّمه من برمجة متنوّعة.

وذَكر أن أيام قرطاج الموسيقية استقام عودها وتشكّلت هويتها العربية والإفريقية مع الانفتاح على الأنماط الموسيقية العالمية.

وقال فلاح إنّ الدورة الأخيرة أثمرت عقد اتفاقيات أولية بين منتجين وموزّعين مع عدد من أصحاب المشاريع الموسيقية من تونس، مضيفا أن المهرجان سيفتح -في قادم الأيام- الباب أيضا أمام العديد من المشاريع الموسيقية في المهرجانات الصيفية الدولية.

وتمّ عرض شريط فيديو يوثّق أهم اللحظات الاستثنائية التي عاشها الجمهور والموسيقيون على حدّ سواء في دورة وصفت بأنها انتقالية ومرجعية.