دعا كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في تونس، الإيطالي إيلاريو أنطونيازي، الشباب التونسي إلى التخلّي عن حلم الهجرة إلى أوروبا، مضيفا: “إيطاليا ليست الحلم الذي في رؤوسكم.. أقول هذا الكلام وأنا إيطالي.. تخلّصوا من فكرة الذهاب إلى إيطاليا وعبور البحر المتوسط”.

وقال أنطونيازي في كلمة ألقاها خلال احتفالات “خرجة المادونا” (مريم العذراء)، مساء الثلاثاء 15 أوت، بمشاركة مئات المسلمين والمسيحيين في مدينة “حلق الوادي” قرب العاصمة تونس: “أين الشباب؟ لا تهاجروا إلى إيطاليا”، مضيفا: “أحبّوا بلادكم.. بلادكم جميلة”.

وينتمي أنطونيازي إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وعيّنه بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر، رئيسا لأساقفة تونس في 2013.

وبدأ تنظيم هذا الاحتفال في عام 1910 ليكون في الـ15 من أوت من كل عام، لكن انقطع الاحتفال به منذ عام 1964، ليعود مجدّدا في 2017، ويُذكر أن احتفالات “خرجة المادونا” تُعتبر رمزا للتعايش الديني في تونس.

ولقي، الاثنين الماضي، 5 تونسيين مصرعهم إثر غرق قارب كان على متنه 35 شخصا غالبيتهم من التونسيين، قبالة سواحل ولاية صفاقس، أثناء محاولات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

وكان البابا فرنسيس الأحد 13 أوت، قال خلال صلاة التبشير الملائكي الأسبوعية، إنّه يُصلّي من أجل 41 شخصا فُقد أثرهم هذا الأسبوع، واصفا موت المهاجرين في البحر المتوسط بأنه “جرح مفتوح في إنسانيّتنا”، وذلك بعد سلسلة حوادث غرق راح ضحيّتها العشرات.

وتعليقا على أرقام المنظّمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة والتي أفادت السبت، بأنّ حصيلة المهاجرين الذين قضوا في البحر المتوسّط بلغت 2060 شخصا على الأقل منذ مطلع العام؛ قال البابا إنّها ”مؤلمة ومخزية”.

وقال البابا في تصريح منفصل، إن البحر الأبيض المتوسّط “تحوّل إلى مقبرة، لكن المقبرة الأكبر هي شمال إفريقيا”.