يبدو أن بطولة كأس العالم بقطر ستكون استثنائية بكل المقاييس، لا فقط على المستوى التنظيمي والبنية التحتية وربما على المستوى الرياضي، لكن أيضا فيما يخص الجانب الاقتصادي المتعلّق بجماهير المونديال، من أسعار التذاكر وتكاليف الإقامة وغيرها. فالأمر يبدو استثنائيا وفوق كل التوقعات، إلى درجة أن الأصوات المنزعجة من الموضوع صدرت من مختلف البلدان.
حسب تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، فإن قطر قد تستقبل 3 ملايين زائر بمناسبة كأس العالم، نصفهم من جماهير المنتخبات. وكان فيفا قد أعلن عن تلقيه 17 مليون طلب لشراء تذاكر عبر موقعه الرسمي، موضحا أنه باع 800 ألف تذكرة خلال المرحلة الأولى.
رابطات جماهير منتخبات العالم اشتكت من أسعار التذاكر المشطة التي ارتفعت بنسبة 46% مقارنة بمونديال روسيا سنة 2018، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”. الصحافة العالمية تقول إن فيفا يريد جني مداخيل مضاعفة من مبيعات التذاكر خلال مونديال قطر، إذ يطمح إلى جمع 500 مليون دولار، وهو ما قد يفسر الارتفاع المشط لأسعار التذاكر.
وأمام نفاد تذاكر المرحلة الأولى وأغلبها من الدرجة الرابعة أي أقل تكلفة، تبحث الجماهير التونسية، بحيرة شديدة، سبل الحصول على تذاكر مباريات المنتخب التونسي خلال الدور الأول. إلا أن الأصداء التي تصدر عن مجموعات المشجعين عبر فيسبوك تظهر استياءً شديدا من شروط الحصول على التذاكر وصعوبة النفاذ إلى موقع فيفا للحصول عليها بسبب ساعات الانتظار الطويلة أمام طوابير إلكترونية للجماهير من مختلف أنحاء العالم.
وتتراوح أسعار تذاكر المباريات حسب الفئات (الفئة 1 و 2 و 3) بين 220 و1606 دولارات للمباراة الواحدة وذلك بالنسبة إلى باقة الفئة الأولى، وبين 165 و1002 من الدولارات لتذكرة المباراة الواحدة من بين باقة مباريات الفئة الثانية (من 3 إلى 7 مباريات)، وبين 69 و604 دولارات لمباريات الباقة الثالثة. كل هذا دون الحديث عن مباريات الأدوار المتقدمة، التي يتجاوز فيها سعر التذكرة 4000 دينار تونسي، على غرار المباراة النهائية.
وأمام الأسعار المرتفعة والطلب المتزايد على التذاكر، فإن باقة مباريات تونس في الدور الأول مثلا، قد تكلّف المشجّع الواحد قرابة ألفي دينار. أما عن التكلفة الكاملة، لتذاكر المباريات والسفر ومعلوم الإقامة والتنقل والإعاشة، فتتراوح بين 12 و15 ألف دينار للشخص الواحد.
هذه الأرقام قد تدفع كثيرين إلى التراجع عن فكرة مواكبة المونديال في قطر، وفق تعليقات عديدة على فيسبوك، إذ يعتبر البعض أن الأسعار المطروحة تفوق القدرات الاقتصادية لجماهير كرة القدم، خصوصًا وأن أغلبها من الطبقات الوسطى في مختلف المجتمعات.
الأمر لا يقتصر على الجماهير التونسية، بل كتبت الصحف الفرنسية عن تذمر مشجعي منتخب الديوك من ارتفاع تكاليف الإقامة ويدرس البعض منهم إمكانية السفر إلى قطر فقط خلال أيام مباريات منتخبهم.