دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت 28 نوفمبر، العالم الإسلامي إلى تجاوز خلافاته؛ كيْ يستطيع التّصدِّي للاعتداءات على مقدّساته، ومُواجَهة تصاعُد نزَعات (الإسلاموفوبيا) في الدول الأوروبيّة.
وفي كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية الأميركية، قال أردوغان: “إنّه إلى جانب وباء كورونا، واجه المسلمون هذا العام فيروس معاداة الإسلام الأسرع انتشارًا”.
وحذّر الرئيس التركي من أنّ الخلافات السياسية والمذهبية داخل الأمة الإسلامية؛ تُغذِّي ظاهرة معاداة الإسلام.
وأشار أردوغان إلى أنّ العديد من الدول الأوروبية، التي كانت تُعدُّ مهْدًا للديمقراطية، وتُروِّج لقيم التنوع والتسامح، تشْهد اليوم تصاعدًا خطيرًا لدعوات العنصرية الثقافية والتمييز والتّعصّب، والتي بلغَت مستويات لا يُمكن إخفاؤها.
كما شنّ أردوغان هجومًا حادًّا على فرنسا، في حديثه عن الدول “التي تسْمح بالإساءة للمقدّسات الإسلامية، ولا تتحمّل بالمقابل أيّ نقْد يُوجَّه لها”.
وتعرّض الرئيس التركي لنشْر الرسوم المسيئة للرسول محمد e في فرنسا؛ كنَموْذج على ما يتعرّض له المسلمون ومقدساتهم في بعض الدول الغربية، إلى جانب دعَوات بعض الجماعات اليمِينِيّة المُتطرِّفة في السُّويْد والنُّرْويْج؛ لحرْق نسَخ من المصاحف، مُبيِّنًاً أنّ الإساءة للمقدسات لا علاقة لها بحرية التعبير.
وعلى صعيد الوحدة الإسلامية؛ خاطب أردوغان الشعوب المسلمة، قائلًا: “فلْنَضَع خِلافاتِنا جانبًا، ونجْتمِع عند قاسم الإسلام المشترك، في مواجهة الاعتداءات على مقدّساتنا”.
واعتبَر الرئيس التركي أنّ السبب الحقيقي وراء تصاعد معاداة الإسلام هو الخلافات بين المسلمين، مُشيرًا إلى أنّ كثيرا من الأقليات المسلمة المقيمة في دول غربية تمارس سلوكيات؛ تُفرِّق بين المسلمين على أسُسٍ مذْهبيّة أو اثنيّة أوعرقية.
وفي حديثه عن سياسة بلاده تجاه العالم الإسلامي، ذكَّر أردوغان بسياسات تركيا في التعاطي مع الأزمات المختلفة في العالم الإسلامي، من مُنْطلَق الدفاع عن المظلومين، في سوريا واليمن وفلسطين وإقليم ناغورني كرباخ، الذي كان تحت الاحتلال الأرمِيني، داعيا المسلمين للدّفاع عن القدْس ولو بأرواحهم، والتي وصَفَها بأنها شرَفٌ للأمّة الإسلامية.