قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إنّ النظام العالمي “رفع راية الإفلاس” إزاء الأزمة في قطاع غزة.
وأكّد أردوغان في كلمة ألقاها خلال ندوة حول حقوق الإنسان نظّمها حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة: “النظام العالمي يعاني من فراغ خطير بالسلطة، ونواجه انحدارا في الأخلاق والضمير عالميّا”.
وأضاف: “نشهد جميعا انهيار النظام الذي أسّسته البشرية بعد تجارب مؤلمة. ولسوء الحظ لم يتمّ اتخاذ أيّ خطوات لعكس هذا التوجه السيّئ”.
واسترسل: “ولم تُستخلص الدروس من الإبادة الجماعية في سربرينيتسا، أو احتلال العراق، أو الصراع في سوريا، أو الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأضاف: “هذا الظلم في غزة الذي يجب أن يحرّك الإنسانية بطبيعة الحال لم يُقابَل بأيّ ردّ فعل من مجلس الأمن الدولي”.
وقال: “لقد أَسقطت غزّة الأقنعة في كل أنحاء العالم، وأزاحت الستار عن الحقيقة، وكشفت هشاشة المؤسّسات الدولية”، وفق ما نقلته عنه وكالة الأناضول التركية.
وأوضح الرئيس التركي أنّ: “الكلمات لم تعُد كافية لوصف الإبادة الجماعيّة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة”.
كما أشار إلى أنه لم يتمَّ بذل أيّ جهد لمراجعة النظام العالمي لتحقيق العدالة ومنع انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الحقّ في الحياة.
وندّد أردوغان بمرور 10 أشهر على “الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل في غزّة، والتي استُشهد خلالها 40 ألف فلسطيني بينهم 16 ألف طفل، كما لا يمكن العثور على جثث أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض”، وسط تواطؤ مفضوح من الدول الغربيّة إزاء سياسة الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع.
وقال: “يقدّم الغرب كلّ أنواع الدعم، بما في ذلك الأسلحة والاستخبارات، حتى تتمكّن إدارة نتنياهو من قتل المزيد من الأطفال.. إنهم يُظهرون هذا الدعم علنا من خلال التصفيق للقتلة حتى تتورّم أكفّهم، دون الشعور بالحاجة إلى إخفاء ذلك”.
وفيما يتعلّق بخطاب نتنياهو بالكونغرس الأمريكي، قال الرئيس التركي: “المكان الطبيعي لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعيّة ليس المنابر البرلمانيّة إنّما قاعات المحاكم”.
وقال: “من صفّقوا لأكاذيب هتلر عصرنا نتنياهو، لن يتمكنّوا من إزالة هذه البقعة السوداء التي لحقت بأيديهم”.
كما انتقد الرئيس التركي منصّات التواصل الاجتماعي في تعاملها بازدواجيّة مع الأزمة في غزة، قائلا: “نواجه فاشيّة رقمية، لا تتسامح حتى مع صور الشهداء الفلسطينيين، وتحظرها على الفور وتسوّق ذلك على أنها حرّية”.
وبدعم أمريكي تشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمّرة على غزة خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدوليّة باتّخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعيّة، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.