شهدت تونس خلال الأيام القليلة الماضية تقلّبات جوية شتوية قوية تداخلت فيها عدة ظواهر مناخية، إذ تهاطلت الأمطار بغزارة بعدة مناطق رافقها نزول البرد، واستقبلت الأخرى الضيف الأبيض بتساقط كميات مهمة من الثلج غطّت السهول والجبال وزيّنت الغابات.
ورغم أنها ظواهر مناخية مألوفة في تونس، إلا أن كثيرين يعتقدون أن الثلج والبرد هما الشيء نفسه، لكن في الحقيقة الفرق شاسع ولا يجمعهما سوى أنهما نوعان من التساقطات.
أهم الأخبار الآن:
ما الثلج؟
يقول المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي، في تصريح لبوابة تونس، “يتكوّن الثلج بتوفر حالة فيزيائية معينة في طبقات الجو، ويشترط أن يكون الطقس باردًا ودرجات الحرارة تحت الصفر لتساهم في تشكل شرائح زجاجية نتيجة لتجمد البخار.
وينزل الثلج ببطء في شكل شرائح زجاجية دقيقة وهشة، وهو أشبه بالقطن ولا يضر الأرض، بل هو محل استبشار من الفلاحين لأنه يروي الأرض ويفيد الزرع.
ويفسّر محرز الغنوشي تساقط الثلوج بمناطق دون أخرى بمدى القرب من البحر وخصائص تضاريسها ، و يقول إن المناطق القريبة من البحر عادة لا تشهد تساقط الثلوج، باعتبار أن البحر يعمل على بقاء درجات الحرارة على مستويات معتدلة ولا تنزل تحت الصفر.
كما تساهم المناطق المرتفعة والغابات في تساقط الثلوج، فكلما كان الارتفاع أعلى بـ 100 متر عن سطح الأرض، انخفضت الحرارة بدرجة مائوية.
وتختلف كميات الثلوج من سنة إلى أخرى حسب التيارات الهوائية القادمة من المناطق الباردة، خاصة من القارة الأوروبية.
ماذا عن البرد؟
أما البرد (التبروري)، فهو غير مرتبط بفصل معيّن من السنة ولا يشترط أن يكون الطقس باردًا لنشاهد هذه الظاهرة، فقد يكون الجو حارًا في فصل الصيف وتتهيأ الأجواء لنزول البرد، حسب المهندس بمعهد الرصد الجوي محرز الغنوشي.
يتكوّن البرد على ارتفاعات أعلى من المساحات الجوية التي يتكوّن فيها الثلج، وقد تفوق 10 كيلومترات عن سطح الأرض. ويتشكل وسط الغيوم عند التقاء تيارات هوائية باردة جدا بتيارات رطبة في الطبقات العلوية، ويختلف عن الثلج في أنه يأخذ شكل حبّات جليدية كروية الشكل صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم وصلبة وتتساقط بسرعة. كما أن البرد غير مرحّب به من قبل الفلاحين خاصة بسبب ما يُحدثه من أضرار فادحة في المحاصيل الزراعية. وهو ما يضطر بعض المزارعين إلى تأمين حقولهم من مخاطر البرد.
كما أن البرد سريع الذوبان عكس الثلج وقد يسبب السيول في حال كان بكميات كبيرة، حسب محرز الغنوشي.
أضف تعليقا