صاحب النبي ودفين القيروان.. “سيدي الصحبي” فاتح مصر وإفريقية
شهد بيعتين مع النبي الأكرم، الرضوان وبيعة الشجرة التي ذكرت في القرآن الكريم، صحابي ومجاهد شَهد فتح مصر وغزا إفريقية، وكان يعرف بـ”السيد الحجام”، نسبة إلى طب الحجامة والتي كان يختص بها رسول الله.
هو صاحب رسول الله خرج معه إلى الحديبية، ودفين مدينة القيروان التي قصدها فاتحا.
من الحجاز إلى الحديبية
ينحدر أبو زمعة عبد الله بن زمعة البلوي، من قبيلة “بلي”، وهي إحدى القبائل العربية التي سكنت الحجاز، وتنسب القبيلة إلى عمرو بن الحاف بن قضاعة بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، ولا يعرف تاريخ ميلاده بالتحديد، لكن الثابت أنه كان في زمن الجاهلية قبل البعثة النبوية، بحوالي عقدين ونيف.
التقى النبي محمد ﷺ وآمن به ورافقه في صلح الحديبية، وكان من أوائل المبايعين تحت الشجرة، حيث نزل الوحي يزكي هذه البيعة في قوله تعالى: “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ”.
اشتهر ببمارسته طب الحجامة، وكان من أبرز من مارسوه، وأكسبته هذه المعرفة الطبية إلى جانب مكانته الدينية، حب الصحابة واحترامها.
مجاهد في سبيل الله
عرف أبو زمعة بشجاعته، وتضحيته في سبيل نشر الدعوة، فكان سباقا للمشاركة في الفتوحات ومجاهدا مقداما، فشارك في فتح مصر مع جيش عمرو بن العاص سنة 20 للهجرة، ومن هناك واصل المسير نحو إفريقية، حيث كان ضمن الجيش الإسلامي بقيادة معاوية بن حديج.
شهدت له ميادين المعارك بالبأس والفداء، وخاض معارك عديدة في سبيل نشر الدعوة، حتى استشهد مقبلا سنة 34 للهجرة في إحدى المعارك ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة (30 كم غرب القيروان).
دفن جثمانه في موضع القيروان قبل تأسيسها، فبات ضريحه بمثابة دلالة مباركة على المكان الذي اختاره لاحقا القائد عقبة بن نافع لينشئ أول حاضرة للإسلام في بلاد إفريقية.
بات ضريح أبي زمعة البلوي أحد علامات ميدان القيروان، حيث يطلق عليه مقام “سيدي الصحبي”، وهي كنية مشتقة من صفته باعتباره أحد صحابة رسول الله، يقصده السكان والزوار، يتبرّكون بأثر من مجاهد وصحابي كريم، خاصة في ظل رواية عن أنّ أبي زمعة البلوي كان يحتفظ طوال حياته بشعرات من النبي الأعظم، دفت منه عقب استشهاده، وهو ما زاد من أهمية المزار وقدسيته.
يعتبر مقام “سيدي الصحبي” ومسجده، من أهم المزارات الدينية في تونس، ويعود تاريخ تأسيس المسجد الذي يحيط به إلى عهد الدولة المرادية، حيث أمر حمودة باشا المرادي سنة 1072 هـجرية، الموافق لسنة 1663 ميلادية ببنائه، وخصّص له أوقافا للإنفاق عليه والعناية به.
يعتبر مقام “سيدي الصحبي” ومسجده، من أهم المزارات الدينية في تونس، ويعود تاريخ تأسيس المسجد الذي يحيط به إلى العهد الدولة المرادية، حيث أمر حمودة باشا المرادي سنة 1072 هـجرية، الموافق لسنة 1663 ميلادية ببنائه، فأقام على قبره قبّة أندلسيّة وأدار بها صحنا فسيحا، ثم زاد عليهما الأمير محمَد بن مراد قبة الهواء والصومعة والمدرسة وذلك سنة 1094هـ، وخصّص لها أوقافا للإنفاق عليها والعناية بها.
يعتبر مقام “سيدي الصحبي” ومسجده، من أهم المزارات الدينية في تونس، ويعود تاريخ تأسيس المسجد الذي يحيط به إلى العهد الدولة المرادية، حيث أمر حمودة باشا المرادي سنة 1072 هـجرية، الموافق لسنة 1663 ميلادية ببنائه، فأقام على قبره قبّة أندلسيّة وأدار بها صحنا فسيحا، ثم زاد عليهما الأمير محمد بن مراد قبة الهواء والصومعة والمدرسة وذلك سنة 1094هـ، وخصّص لها أوقافا للإنفاق عليها والعناية بها.